
كلمة الأسر
كلما حاولت البوح بمشاعري ومعاناتي عن التوحد أشعر وكأني أبحر في محيط لا موانئ له ,أسئلة حائرة تبحث عن أجوبة حقيقية من أين أبدأ ؟ عما أتحدث ؟
هل ستكون كلماتي رسالة لمن يهمه الأمر ؟أم صدى ينكسر على صخور اليأس ويرتد إلي وجعي من جديد ؟إنها قصتي التي سأقصها لكم بحروف ممزوجة بالصبر والإيمان ،هي قصة أسر ذوي التوحد في المملكة العربية السعودية قبل خمسة عشر عاماً تم تشخيص ولدي باضطراب التوحد وبدأت رحلتي في دول العالم بحثاً عن ترياق لفلذة كبدي ،وقررت أن أبدأ من الرياض لأني أحتمل كل شي إلا مفارقة ولدي أو أن يعيش الغربة خارج البلاد ..
لتبدأ الرحلة بالصعوبات التالية :
-مراكز لا ترضي الطموح وتحسنها بطئ غير محسوس .
-عيادات التواصل ومواعيدها المتفاوتة والانقطاع والاستمرار حسب وجود الاخصائيات
-المستشفيات والمراكز الطبية غير المؤهلة لاستقبال فئة التوحد التي لا تستطيع الانتظار وتتوتر أثناء وجودها في مكاناً جديد وتضجر المرضى المراجعين ،وحيرت معظم الأطباء وأخصائيي الأشعة والتحاليل في كيفية التعامل مع تلك الفئة وإظهار عدم تقبلهم في كثير من الأحيان حتى مع وجود عدة مرافقين من الأطفال مع ذويهم .
-لا وجود لأماكن ترفيه مناسبة لهم وفي كثير من الأحيان عدم تقبل المجتمع لتلك الفئة في الأماكن العامة .
-الصعوبات أثناء السفر بالطائرة وامور كثيرة متفرقة لا يتسع المكان ولا الزمان سردها.
وظهر نور الأمل يلوح في الأفق لحظة انتسابي لجمعية أسر التوحد الخيرية كمتطوعة وأدركت أن جروح الأخرين أعمق بكثير مما لدي .
الوضع الاقتصادي بات هاجساً حقيقياً يشكل ضغطاً نفسياً واجتماعياً على أسر ذوي التوحد ،ولكن يحدونا الأمل للوصول إلى ما تستحقه هذه الفئة من أبناء الوطن الذين يشاركوننا الانتماء والولاء لهذا الوطن العظيم ، ونحن الأسر لن نقف بل سنمضي نطرق أبواب المسئولين وأهل الخير لنحصل على المستوى المأمول من الخدمات والدعم المتواصل ونتطلع إلى تفعيل المشروع الوطني للتعامل مع التوحد الذي يمثل طوق النجاة لأبنائنا وفلذات أكبادنا .
مها حمود المعجل